تاريخ الكويت





التاريخ الاقتصادي

االحياة الاقتصادية

لقد تأثر الكويتيون والمجتمع الذي يعيشون فيه فترة ما قبل عصر النفط بعنصرين أساسيين من البيئة هما البحر و الصحراء ، حيث كان لهما الأثر الكبير في تكوين العادات والتقاليد بالإضافة إلى التركيبة الاجتماعية والبنية الاقتصادية للبلاد . لقد كانت مهنتا الغوص على اللؤلؤ والتجارة هما الرائجتين في ذلك الوقت . ففي موسم الغوص كان اللؤلؤ يستخرج من الخليج ثم يسوَّق عن طريق عملية المبادلة بالاحتياجات الاستهلاكية الأساسية للأفراد . كما كان للكويت مساهمة إنتاجية صغيرة خاصة بالزراعة وصيد الأسماك ورعي الأغنام ، تفتقر إلى وجود الفائض منها من الإنتاج . لذا كان الاهتمام المتزايد بعمليات التجارة التي كانت سائدة في ذلك الوقت.

ويتباهى اهل الكويت وكذلك الزوار في وجود تلك الاسواق القديمة التي كانت تعكس النشاط الاقتصادي القائم منذ القرن التاسع عشر وتذكر الباحثة غنيمة الفهد ان اسواق الكويت كانت تتميز بالبساطة الا ان هناك حاجة واحتياج دائم لذا اصبحت الكويت مركزا تجاريا، وكما يقول المثل 'كلن على قد حاله'، والكل هنا يعمل من اجل لقمة العيش نعم 'خليه نحل' وعمل دؤوب، سواء في سوق السلاح او الصراريف، او سوق الحلوى او سوق دعيج او سوق الغربللي، وهكذا نجد ان الكل له مهنة، ولكل سوق مهنته واختصاصه واحتياجاته واهدافه وعطائه وموظفيه وبضاعته حتى النسوة شاركن الرجل في الاسواق، فكان لهن سوق الحريم الذي اصبح فيما بعد سوق واجف.

الأسواق القديمة

اولا: سوق التجار يعتبر المركز الحقيقي والتوزيع الرئيسي للبضائع بضائع تجار الجملة. والمواد الاساسية الغذائية المتعارف عليها هي التمور والتوابل والارز والحنطة والبقول والحبوب بأنواعها.

ثانيا: المناخ ساحة صغيرة لاستراحة الابل والاباعر التي تأتي من صحراء الجزيرة العربية وبادية الكويت ويسمى هذا السوق بسوق 'المناخ' المشتق من اناخة الجمال واستراحتها.

ثالثا: الصفاة: ساحة كبيرة واصبحت من اهم المراكز التجارية وهي بالفعل والكل يعلم ذلك انها مركز التبادل التجاري بين سكان المدينة والبادية حيث يأتي سكان البادية ببضائعهم المكونة من الصوف، الجلود الاغنام - الجمال او منتجات الالبان 'الجرش' 'اللبنة' او الايقط، الحليب المجفف 'اللبن' او دهن عداني او الجراد.

رابعا: الفرضة: وهي سوق الخضروات وعهدت الى الشيخ صباح بن صباح السعود الصباح الملقب ب'صباحين'. ثم خلفه الشيخ عبدالله الخليفة الصباح، ومن بعده الشيخ مبارك الحمد الصباح. وكانت الفرضة مشهورة ايضا كمركز وميناء لوقوف السفن القادمة من العراق وايران وكان هذه السفن تحمل العديد من المواد اللازمة والغذائية وكانت الحاج رضا اشكناني يستقبل اصحاب البلم (السفن الصغيرة) في مقهاه المعروف ب (مقهى ابوتقي) ويأخذ العشر من اصحاب البلم التي فرضها الشيخ مبارك الكبير(راجع قسم تاريخ العائلة) والى جانب تلك الاربع الاماكن الرئيسية توجد بعدها عدة اسواق وجدت للحاجة.

الأسواق المتنوعة:

سوق السلاح: تعرض فيه بنادق مستوردة من بلدان العالم، ومحلات لاصلاح البنادق وبنادق الصيد وأدواتها: الصجم - الفشق.

سوق الصفافير أو سوق التنك: تباع فيه الاواني المنزلية من قدور وأباريق وصوان وأوان معدنية، وأخرى نحاسية، وصناديق وكاسات معدن، الى جانب صناعة (الدوه) المنقلة، لدفء الشتاء والمحقان (علب متعددة الألوان والاغراض).

في 17 مايو 1893 توفي الشيخ عبد الله بن صباح، و تولى الحكم بعده أخوه الشيخ محمد بن صباح الصباح ، و لكنه لم يلبث طويلا في الحكم حتى اغتاله أخوه مبارك الصباح في عام 1896.

سوق الزل وسوق البشوت: حيث يباع السجاد وكل أنواع البشوت.

سوق الغربللي: هو من أشهر الاسواق في الماضي به جميع البضائع والسلع من ملابس وأوان صينية.

وسوق الحلوى: تباع فيه أنواع الحلوى.. وأشهرها الحلوى المسقطية.

سوق الصراريف: وكان في عهد الشيخ سالم المبارك، ومهنتهم شراء العملات المختلفة وبيعها.

سوق الخراريز: بني في عهد الشيخ أحمد الجابر والخراز هو صانع المنتجات الجلدية كالنعل والأحزمة وكل المنتجات الجلدية مثل القرب التي تحمل الماء.

سوق الحمام والطيور: تباع فيه جميع أنواع الحمام والطيور الربيعية.

أسوق بن دعيج: سوق مشهور يضاهي سوق الغربللي في شهرته، وتباع فيه جميع أنواع البضائع من ملابس، ومكسرات وأقمشة وحلويات ومواد العطارة والأواني والمواد الاستهلاكية برمتها.

سوق واجف: سوق نسائي لعرض بضائع نسائية وأزياء شعبية.

وهناك أسواق أخرى: سوق الطحين، سوق الجت، سوق التمر، سوق الطراريح، سوق اللحم، سوق السمك، سوق الشعير، سوق البيبان، سوق الخبابيز، سوق البوالطو (الجاكيت)، سوق المقاصيص، سوق المفاتيح، سوق الفحم، واخيرا سوق الصناديق.

المهن التجارية (بيع - شراء - عمل):

  • الجزاف: بائع السمك.
  • القصاب: بائع اللحوم.
  • البزاز: بائع القماش.
  • زري عتيج: يشتري الزري (المقصب) المستعمل.
  • الحلواجي: صانع الحلوى.
  • الخباز: بائع الخبز.
  • الطباخ: صاحب المطعم.
  • الخراز: صانع المنتجات الجلدية.
  • صناع القرب: قرب الماء - قرب الدهن.
  • المجني: يصلح الاواني الصينية المكسورة.
  • بائع الدندرمه: بائع الآيس كريم المحلي.
  • الشريطية: شخص يشتري البضائع من المصدر الاصلي ثم يبيعها على اصحاب المحلات، ومفرد الشريطية 'إشريطي'.

مسميات تتعلق بالسوق:

العمارية (بفتح الحاء): هي عبارة عن عريشة من القماش العادي وقد كثرت العمارية في سوق الغربللي قديما، والهدف منها حماية البائع من أشعة الشمس.

العماره (مع تشديد حرف اللام) وهي محل لبيع احتياجات اهل السفن من حبال، خشب، مسامير وكل ما يتعلق بالسفينة. وكانت اخر هذه العمارات هي عمارة عبداللطيف الحمر التي تم ترميمها من قبل المجلس الوطني للثقافة الفنون والاداب (راجع قسم المقالات عبداللطيف الحمر).

  • سوق الحمام والبط

  • ساحة الصفاة

  • سوق البشوت

تاريخ العملة الكويتية

تم اكتشاف أول عملة تم تداولها بالكويت في جزيرة فيلكا ، وهي عبارة عن عملات يونانية يرجع تاريخها إلى القرن الثالث قبل الميلاد ، وكان ذلك بسبب استقرار الإغريق في الجزيرة التي أطلقوا عليها اسم "ايكاروس" وأقاموا فيها البيوت والمعابد وبعض القلاع ، وأهم العملات التي اكتشفت عملة عليها رأس إسكندر الأكبر ، وعملات أخرى عليها صورة الملك "انطياخوس " الذي حكم الجزيرة منذ 200 سنة قبل الميلاد.

أما أول عملة تم تداولها في الكويت فهي عملة غريبة الشكل أطلق عليها اسم "طويلة الحسا" وكانت هذه العملة متداولة في منطقة الحساء قبل تأسيس إمارة الكويت وحكم صباح الأول في بداية القرن الثامن عشر، وتم تداول "طويلة الحسا" في الكويت ابتداء من استقرار آل الصباح في الكويت ، واستمر تداولها إلى ما يقرب من 50 عاما.
ومن ثم تعاقبت العملات المختلفة التي تم تداولها في الكويت كالريال النمساوي والمهر الهندي والعملة العثمانية والعملة الفارسية وأخيرا الربية الهندية.

تداول الربية الهندية في الكويت : من 1835م - و حتى 1960م :

تنتيجة لاستتاب الأمن والاستقرار في ربوع الإمارة وموقع الكويت الجغرافي الممتاز المطل على الخليج العربي وازدهار النشاط التجاري البحري الكويتي وانتعاش الحياة الاقتصادية بفضل عائدات استخراج اللؤلؤ الذي حمله تجار اللؤلؤ إلي الهند لبيعه ، نتيجة لكل ما سبق قامت علاقات تجارية بين الكويت والحكومة البريطانية نتج عنها نقل فرع وكالة شركة الهند الشرقية من البصرة إلي الكويت في عام 1820م ، فأصبحت الكويت همزة الوصل لصادرات بريطانيا من المنتجات الهندية إلي أوروبا.
وقد كان تجار اللؤلؤ الكويتيون في القرن التاسع عشر يتسلمون ثمن البيع بما يعادل قيمته بالذهب بسبب عدم استعمال الربية الهندية في الكويت ، ولكنهم اضطروا لاستعمال الربية الهندية بسبب ارتفاع قيمة الذهب في الهند ، وتشدد رجال الجمارك الهندية في دخول أو خروج الذهب من الهند.
ومن المرجح أن يكون إدخال العملة الهندية الكويت قد كان خلال الأعوام 1830-1835م واستمر التداول في هذه العملة حتى صدور القانون الخاص بإلغاء التداول بالعملة الهندية رقم (41) لسنة 1960م.

وقد مرت العملة الهندية في أثناء تداولها في الإمارة بسبعة مراحل مختلفة هي :

  • الربية الأولى :وهي الربية التي صدرت في أثناء حكم الملك وليام الرابع لبريطانيا ، وتم تداولها من عام 1830م و حتى 1837م.
  • الربية الثانية : وهي الربية التي صدرت في أثناء تولي الملكة والإمبراطورة فيكتوريا حكم بريطانيا من عام 1837م و حتى 1901م.
  • الربية الثالثة :وهي الربية التي صدرت في أثناء حكم الملك والإمبراطور إدوارد السابع لبريطانيا من عام 1901م و حتى 1910م.
  • الربية الرابعة :وهي الربية التي صدرت في أثناء حكم الملك والإمبراطور جورج الخامس لبريطانيا من عام 1910م و حتى 1936م ، وتم في أثناء هذه الفترة إصدار أول عملة ورقية تم تداولها في الكويت إصدار عام 1913م.
  • الربية الخامسة:وهي الربية التي صدرت في أثناء حكم الملك والإمبراطور جورج السادس لبريطانيا خلال الفترة من عام 1936م و حتى 1952م.
  • الربية السادسة:بعد استقلال الهند عن بريطانيا في 14/8/1947م ، طرحت حكومة الهند روبيات وأوراق نقدية جديدة تختلف عن سابقتها ، حيث اختفت صور ملوك بريطانيا التي كانت تتصدر أنماط الربيات والأوراق النقدية السابقة ، ليظهر مكانها رسم الشعار الهندي (أسد أسوكا) ، وتم تداول هذه العملة الجديدة بالكويت ابتداء من تاريخ 28/10/1956م.
  • الربية السابعة: استمر الوضع بالتعامل في العملة الجديدة حتى عام 1959م ، عندما أعلنت حكومة الهند عن نيتها في فصل الربية المتداولة بالهند عن الكويت مع طباعة نماذج جديدة من الأوراق النقدية تختلف في اللون لاستخدامها فقط في الـكـويت ودول الخـلـيـــج العربـــي ، كان لهذا الإجراء المفاجئ ، الصدى الكبير في الأوساط الحكومية والتجارية في الكويت وأيضا في دول الخليج العربي لكون الكويت ودول الخليج العربي ارتبطت بالربية الهندية المتداولة في الهند منذ القدم وذلك لقوة ومتانة الربية وقيمتها الاقتصادية.

ففي حالة تداول عملة جديدة منفصلة عن الربية الهندية المتداولة في الهند سيكون لذلك التأثير السيئ على الاقتصاد الكويتي واقتصاديات دول الخليج العربي في الوقت نفسه.
قبلت الكويت وهي مكرهة هذا الإجراء الذي اتخذته حكومة الهند ، لكن المرحوم الشيخ عبد الله السالم الصباح في الوقت نفسه أمر على الفور بالإيعاز لدائرة المالية للإسراع في إجراء الدراسات بشكل عاجل وفوري لإصدار عملة وطنية كويتية.

العملة الوطنية :

كانت أول محاولة لإصدار عملة وطنية في عهد الشيخ / عبد الله بـــن صبــــــاح بـــــن جـــــابــــر الـصـباح ، الحـــاكم الـخــامــــس للكـــويت (1866-1892م) ، فقد أمر بسك عملة وطنية كويتية تعبيرا عن الوطنية والسيادة قيمتها (بيزة) ، تم سكها بالوسائل اليدوية وبالأخص بالمطارق فكان شكلها غير منتظم مع ملاحظة اختلاف الشكل بين الواحدة والأخرى ، وتم طرح بضع مئات منها في الأســـواق ، ولكن لم يستمر التداول بها سوى بضع شهور حيث أوقف التداول بها لعدة اعتبارات منها :

  1. خلال هذه الفترة كانت الكويت تستخدم ربية الملكة والامبراطورة فكتوريا ومن بين أجزائها فئة البيزة.
  2. البيزة الهندية كانت أقوى في التعامل لوجود حماية وغطاء من الذهب لها في الخزينة الهندية.
  3. لم يكن هناك أي غطاء من الذهب يحمي البيزة الكويتية.

الدينار الكويتي :

كبتاريخ 1/4/1961م ، تم طرح الدينار الكويتي للتداول وسحبت أوراق النقد والمسكوكات الهندية لإعادتها إلي الهند وفق الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين حكومة الكويت وحكومة الهند ، وقامت البنوك الكويتية ودائرة البريد بعمليات إحلال الدينار الكويتي الجديد محل الربية الهندية على مدي شهرين متتابعين - تم خلالها استبدال ما قيمته 25,646,110 دنانير كويتية بنحو 342 مليون ربية هندية على أساس أن الدينار يعادل 13,33 ربية هندية. واشتمل النقد الجديد على نوعين : - أوراق نقدية ومسكوكات معدنية.

وكانت الأوراق النقدية تحمل صورة أمير الكويت الراحل الشيخ / عبد الله السالم الصباح وتوقيع رئيس مجلس النقد آنذاك الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح ، وصورا لمعالم النهضة في الكويت. وبعـد سنة من صـدور النقد الجديد طرأ تغيير على المسكوكات المعدنية فاختفت عبارة "إمارة الكويت" ، واستبدل بها اسم "الكويت" لأن إصدار النقد قد ظهر قبل الاستقلال. وبتاريخ 1/6/1968م ، صدر القانون (32) في شأن النقد وبنك الكويت المركزي وتنظيم المهنة المصرفية ، وبعد مرور 9 سنوات على الإصدار الأول طرح البنك المركزي أوراقا نقدية جديدة للتداول على دفعات :

ففي 17/11/1970م تم طرح أوراق نقد فئة عشرة دنانير وفئة نصف دينار وفئة ربع دينار ، وفي 20/4/1971م تم طرح أوراق نقد فئة خمسة دنانير ودينار وكانت تحمـــل صـــورة أمير الكويت الراحل الشيخ / صباح السالم الصباح

  • وبعد تولي الشيخ / جابر الأحمد الصباح الحكم بتاريخ 31/12/1977م ، طرح بنك الكويت المركزي في يوم 20/11/1980م أوراق نقد جديدة للتداول.
  • وفي تاريخ 27/1/1986م ، أصدر بنك الكويت المركزي قرارا بطرح ورقة نقدية جديدة من فئة عشرين دينارا للتداول ابتداء من 9/2/1986م.
  • وبعام 2/8/1990م تعطلت البنوك والخدمات المصرفية بسبب العدوان والاحتلال العراقي الغاشم الذي قام بسرقة موجودات البنك المركزي ورصيد العملة من الذهب ، بالإضافة إلى الأوراق النقدية ، وبعد التحرير وطرد العدو تم طرح الإصدار الرابع من العملة الكويتية بتاريخ 24/3/1991م وهي ذات ألوان مختلفة وذلك لتفويت الفرصة على العدو من استغلال الأوراق النقدية المسروقة.

تم طرح الأوراق النقدية مــن الإصــــدار الخامـــس فــــي الـتـــداول بتاريخ 3/4/1994م ويتميز هذا الإصدار بالتقنية العالية والمميزات الفنية والأمنية المتطورة التي بلغتها صناعة وطباعة الأوراق النقدية وهو الإصدار المتداول حاليا في دولة الكويت. هذا ، وقد قام بنك الكويت المركزي بعد مرحلة الاستقلال ومواكبة النهضة الحديثة والتقدم الذي شهدته دولة الكويت في شتي الميادين ، قام بإصدار عملات ذهبية وفضية وأوراق تذكارية في المناسبات المختلفة للجمهور والهواة.

  • عملة انطاخيوسط

  • الريال النمساوي

  • طويلة الحسا

  • الروبية

  • نص روبية

  • ربع روبية

  • الآنه

  • آنتين

  • أربع آنات

  • ثمان آنات

  • الآردي

  • دينار الشيخ عبدالله السالم

  • دينار الشيخ صباح السالم

  • دينار الشيخ جابر الأحمد (الإصدار الثالث)

  • دينار الشيخ جابر الأحمد (الإصدار الرابع)

  • دينار الشيخ جابر الأحمد (الإصدار الخامس)

النشاط البحري

يعتبر نشاط صيد الاسماك بالشبك قد سبق غيره من الأنشطة البحرية الأخرى ، عند أول محاولة للسكان الكويتيين بخوض غمار البحر ، فقد كان العائد المادي والاقتصادي لهذا النشاط مقارنا بالأنشطة الأخرى محدود الأهمية ، فتأتي حرفة صيد الأسماك بعد الغوص والنقل التجاري كمصدر من مصادر الدخل في الكويت قبل النفط .

وكان السمك ولا يزال الغذاء الرئيسي لسكان الكويت، ولما كانت مياه الخليج تعج بالأسماك الجيدة والمختلفة الأشكال والأحجام فقد انتعشت هذه الحرفة ، حتى أن الفائض من الأسماك كان يملح ويجفف ويصدر إلى الموانئ المجاورة ، ولم تتوقف هذه الحرفة في أية فترة من الفترات التي مرت على الكويت وأهلها. ولقد شجع تعدد وتنوع الأسماك الموجودة في مياه الخليج سكان الـكويت على مــزاولة الصــيد ، فهناك أنواع تستخدم كغذاء مثل الزبيــدي والهامور والصبور والنقرور والبياح والسبيطي ، وهناك أيضا الروبيان ( الجمبري ) وأنواع أخرى خطرة مثل الجرجور ( سمك القرش ) واللخمة والدجاجة و الفريالة.

وكانت الأدوات والمعدات المستخدمة في عملية الصيد بسيطة ، أما بالنسبة لطرق الصيد ، فكانت متعددة ، لعل من أهمها طريقة الصيد بالشباك ، والصيد بالحظور المصـنــوعة مــن القصب ، وهناك أيضا طريقة الصيد بالقرقور بجانب الحداق بواسطة الميدار ( السنارة ) والصيد بالإضاءة حيث يتجمع السمك حول سراج يحمله الصياد فيقوم بضربه بآلة حادة كالسيف أو عصا في نهايتها حربة.

ومن أنواع السفن التي كانت تستعمل للصيد هناك الشوعي والهوري والجالبوت والورجيه ، فكانت تلك السفن تتوجه إلى أماكن الصيد مثل : فيلكا ووربة وخور الزبير ومسكان وكاظمة والصبية وحد الحمار ورأس الزور والجليعة.

صناعة السفن:

اتجه النشاط البحري بشكل رئيسي قديما حول صناعة السفن واستخدامها في عملية السفر والتجارة مع دول ومناطق مختلفة.وعلى الشواطىء الكويتية المترامية الاطراف كانت تعج حركة نشاط يومية مابين سفن مغادرة لتستهل رحلة بحرية تمتد اشهرا عدة وسفن قادمة محملة بالبضائع من موانىء الهند وافريقيا واليمن وعمان و سفن تنقل المياه العذبة من البصرة واخرى رابضة فى مواقع الصيانة او تنتظر الانتهاء من انجازها لتبدا مسيرة جديدة.

وعبر تاريخ الكويت اشتهرت تلك المدينة البحرية الصغيرة بانها كانت تحتضن خيرة صانعى السفن فى المنطقة وكبار الاستادية (لقب يطلق على ممتهنى صناعة السفن) حيث كان التجار يفدون اليها من المناطق القريبة لصنع سفنهم واستخدامها فى بلادهم. واوضح الباحث فى تاريخ صناعة السفن بالكويت الدكتور يعقوب يوسف الحجى ان كتب التاريخ تشير الى اتقان الكويتيين حرفة صناعة السفن منذ ان وجدوا على هذه الارض حيث كانوا فى عام 1765 مثلا يمتلكون نحو 800 سفينة للغوص على اللوءلوء وصيد الاسماك. وقال الحجى الذي يعمل مستشارا فى مركز البحوث والدراسات الكويتية لوكالة الانباء الكويتية (كونا) انه مع بداية القرن التاسع عشر تبنى صناع السفن الكويتيون صناعة نوعين من السفن هما ( البغلة ) و( البتيل ) للنقل التجارى مضيفا ان ذلك شكل تحولا كبيرا فى قدرات الكويتيين البحرية والتجارية.

وذكر ان الكويتيين كانوا يملكون فى تلك الفترة نحو 30 سفينة من الحجم الكبير ساعدتهم على الوصول بتجارتهم الى موانىء الهند وافريقيا محملة بانواع شتى من البضائع ذهابا وايابا كما كانوا يملكون نحو 30 سفينة من الحجم المتوسط للنقل داخل الخليج (القطاعة) اضافة الى مئات من السفن الصغيرة .

وافاد انه فى اواخر القرن التاسع عشر حصل تطور مهم فى صناعة السفن الكويتية حيث صمم صناع السفن الكويتيون ( البوم ) كسفينة نقل بدلا من ( البغلة ) مضيفا ان (البوم) كان حينذاك افضل من (البغلة) من حيث القدرات الملاحية لكنه لم يكن يدانيها من حيث حجمها. (يتبع) لار0006 4 0254 /كونااثن02 كويت/تراث/سفن1 الكويت - وقال الدكتور الحجى انه مع بداية القرن العشرين ازدهرت تجارة الكويت واصبحت السفن الكويتية تبحر حتى موانىء تنزانيا على الساحل الافريقي الشرقي كما ازدهرت حرفة الغوص على اللوءلوء مما ساعد صناعة السفن على التوسع والازدهار . واضاف انه فى العقد الاول من القرن العشرين بدا صناع السفن الكويتيون بصنع سفن كبيرة من نوع (البوم) السفار لكى تحل محل ( البغلة ) فى النقل الشراعى كما تم صنع سفن (بوم الماء) المخصصة لنقل الماء العذب من شط العرب الى الكويت مضيفا ان الكويت كانت تحوى فى تلك الفترة نحو 3350 سفينة مابين كبيرة وصغيرة.

وعن اهم انواع سفن الغوص على اللوءلوء التى كانت تصنع فى الكويت افاد الدكتور الحجى انها (البقارة) و (البتيل) و (الجالبوت) و(السنبوك) و(الشوعى) و (بوم الغوص) و(البلم النصاري).

وذكر ان اهم سفن النقل البحرى كانت (البوم القطاع) و (البغلة) و (البوم السفار) مضيفا ان اهم انواع سفن صيد الاسماك التى كانت تتقنها يد الصناع الكويتيين هى (الورجيه) و(الشوعى) و(البلم) و(اللنج) و(الهورى).

وقال ان اهم سفن النقل الساحلى المعروفة كانت (التشاله) و(حمال باشي) فيما كان (بوم الماء) اهم سفن نقل الماء التى صنعها الاستادية الكويتيون.

واضاف الدكتور الحجى انه خلال الحرب العالمية الثانية استمر الطلب على صنع السفن فى الكويت نظرا لقيام هذه السفن بنقل البضائع الاستهلاكية بدلا من البواخر كما تم صنع العشرات من السفن من نوع ( الدوب ) التى استخدمت فى المجهود الحربي فى الخليج وشط العرب .

وذكر ان صناعة السفن الشراعية فى الكويت تدهورت فى بداية الخمسينات مع ظهور السفن البخارية المزودة بالمحركات وتوقف البحارة الكويتيين عن السفر على متن السفن الشراعية واكتشاف النفط بكميات تجارية. (يتبع) لار0007 4 0230 /كونااثن03 كويت/تراث/سفن2-واخيرة الكويت - من جهته قال الاستاد على جاسم الصباغة (لكونا) ان صناع السفن الكويتيين اشتهروا على مستوى المنطقة بجودة صناعتهم ودقة عملهم واتقانهم الشديد لمهنتهم التى توارثوها من الاباء والاجداد.

واضاف الاستاد على وهو من اخر صناع السفن الذين مازالوا يمارسون المهنة ان صناعة اى سفينة كانت تتطلب وجود استاد مشرف وعدد من القلاليف يساعدونه على رصف الاخشاب وتثقيبها وتثبيتها فى امكنتها اضافة الى عدد من العمال.

وعن مهمة الاستاد افاد انه كان يكلف من احد التجار لصنع سفينة معينة و يشرف على جميع مراحل العمل ويلاحظ توازن السفينة ودقة تراصف الاخشاب وميلها وجودة طلائها وامكنة الصوارى اضافة الى طريقة انزالها الى الماء.

وذكر ان الاخشاب المستخدمة فى هذه الصناعة كانت تجلب من الهند واهمها (الساج) الذي يتمتع بطوله ومتانته وقوته فيما كانت المسامير المستخدمة تصنع لدى عدد من محلات الحدادة فى الكويت ولها اطوال وسماكات مختلفة.

واضاف الصباغة ان صناع السفن كانوا يستخدمون عددا من الادوات منها الجدوم والمطرقة والمنشار والقوبار والرندة والمنقر والسكينة والهنداسة والبلد والخيط والطباشير وميزان الماء .

وعن الدهن المستخدم لطلاء السفن الشراعية الكويتية القديمة اوضح ان الدهن ويسمى (الصل) كان يجلب من اليمن مع السفن العائدة من هناك .

وعن الفترة الزمنية التى تستغرقها صناعة السفينة قال الاستاد الصباغة ان ذلك يرجع الى نوع السفينة مضيفا ان صناعة (البوم) مثلا كانت تستغرق مابين 60 و80 يوما بوجود نحو 15 قلافا فى حين كانت السفن الصغيرة تستغرق فترة اقصر.

المصدر:

  • جريدة القبس: غنيمة الفهد.
  • وكالة الانباء الكويتية (كونا) 25-11-1999
  • للمزيد من المعلومات راجع كتاب محمد عبدالهادي جمال (تاريخ المهن والانشطة التجارية في الكويت قديما)
  • راجع كتاب محمد عبدالهادي جمال وعادل عبد المغني (تاريخ العملات الكويتية)
  • دكتور يعقوب الحجي: تاريخ صناعة السفن بالكويت.

موقع تراث الكويت

يتمثل تاريخ الشعوب في تاريخ عاداتها و تقاليدها و في معتقداتها التي تتوارثها عبر الأجيال و أيضا في سلوك أفرادها. و هذا التاريخ يشكل الإطارالثقافي و الإجتماعي للمجتمع مما يكسبه مكانه في هذا العالم. لذا يعتمد تاريخ الدولة على خبراتها السابقة مما يكسبها نظره ثاقبة للمستقبل تساعدها على بناء دولة قادرة على مواجهة التحديات من خلال الفهم العميق للتاريخ والثقافة و المجتمع. ومن هنا يحرص هذا الموقع المتواضع على عرض تاريخ الكويت و تراثها من خلال الثقافة المادية التي تتضمن تلك القطع و المقتنيات التي أمتلكها في متحفي الخاص و الثقافة اللامادية بتوفير المصادر و المراجع للجيل الحالي و المختصين.


د / حسن أشكناني

Copyright © 2014 Kuwait Heritage Power by Faisal Ins