تاريخ الكويت





التاريخ الاجتماعي

الأسرة

لقد كان للأسرة الكويتية قديماً نوع من الاكتفاء الذاتي من الناحية الاقتصادية وذلك نظراً لمساهمة الجميع لسد الحاجيات الأساسية للأسرة . حيث كان لزاماً على الرجل العمل بالخارج لكسب الرزق وتوفير المال والمأكل والمشرب ، في حين تكمن مسئوولية المرأة في الأمور الخاصة بالمنزل وتربية الأطفال. إضافة إلى ذلك كان المجتمع يحكم الأسرة والأفراد ، بمعنى آخر كان كـل مــن الأسرة الممتدة (اي الكبيرة التي تضم الجد والجدة والابناء والاحفاد في منزل واحد) والمسجد وكبــار الســن يعـملـون كسلطة أبوية تفض الخلافات التــي قد تنـشـأ بداخل الأسرة ، أو بين الزوج و زوجته ، أو حتى بين الأبوين والأولاد.

وتتكون الأسرة الكويتية التقليدية من الزواج الأحادي وأحياناً تتصف بتعدد الزوجات برئاسة جد الأسرة الكبيرة ، بالإضافة إلى الأولاد المتزوجين ، وزوجاتهم ، وأولادهم وكذلك الأعمام والعمات غير المتزوجـين. إن المرتبة في داخل الأسرة تعتمد على العمر والجنس ، حيث أن الجد لديه الصلاحية لإدارة جميع الأمور ، كما أنه المتحدث بالنيابة عن جميع أفراد الأسرة . وفي حالة وفاته يقود الأسرة أكبر الأولاد المتزوجين فيأخذ بزمام جميع الأمور.

إن دور أفراد الأسرة مُعرَّف بشكلٍ واضح ، حيث أن لكل شخص مهمة عمل محددة . وفقاً للعادات والتقاليد تعلمت المرأة الكويتية بأن تكون زوجةً صالحةً وأماًّ ومربيةً فاضلةً ، حيث تنحصر مهمتها الأساسية في اهتمامها بزوجها وأولادها وأسرتها.

كان للمجتمع الكويتي وقفة مع تطلعات المرأة الخاصة بها وكانت الأسرة تقوم بإتمام عملية الزواج للأنثى في عمر صغير ، في حين أن الرجل يتمتع بالحرية الكاملة في الذهاب الى الغوص ومن ثم الزواج او اختيار الزوجة في سن مبكر فهو من يذهب للعمل ويوفر المال والقوت للأسرة . وقد يختلف الروتين بالنسبة للمرأة فنجدها تذهب للسوق ، وتقوم بغسل الملابس على شاطئ البحر ، وتقوم بجلب الماء من السفن التي تحمله مباشرةً . وقد امتازت بعض النساء بمشاركة الرجل في الاعمال الشاقة في كسر الصخور التي تجلب من منطقة العشيرج وتستخدم في بناء المنازل. ومن اشهرهن كانت المرحومة الحاجة زينب قاسم بوشعبون (ام مهدي) رحمها الله (من فريج براحة عباس بمنطقة القبلة - حاليا الساحة الواقعة خلف مجلس الأمة الكويتي)التي شاركت اخوتها في قيادة التشاله (قارب صغير يستخدم للتنقل الى الاماكن القريبة) حيث كانت تجلب الصخور من العشيرج مع اخوتها ويتم استخدامه لبناء المنازل وكانت اول مرة تشارك فيها الحاجة ام مهدي في جلب الصخور كان في سنة 1921 وتم استخدامه في بناء بوابة الجهراءالذي لا زال قائما. (للتفاصيل حول تاريخ المرحومة ام مهدي راجع قسم المقالات مع الحاجة بدرية رمضان).

الــزواج

إن المجتمع الكويتي في مرحلة ما قبل عصر النفط يركز على الأسرة الكبيرة الممتدة ويحث على صلة القرابة ، في حين يقل التركيز على العلاقة بين الزوج والزوجة وأولادهما . ويمكننا القول بأن الأسرة الكبيرة الممتدة تجعل دور الفرد داخل إطار الأسرة دوراً ثانوياً. يعود أمر الزواج والطلاق في الأسرة الكويتية لإطار الجماعة ، ويمكن الأخذ بقرار الفرد ولكن القرار الأخير يعود إلى كبير الأسرة . إن الزواج داخل المجتمع الكويتي يأتي عن طريق العادات والتقاليد المتعارفة في مدينة الكويت وكذلك الأعراف السائدة في مجمتع البادية حيث نجد حتمية زواج ابن العم لابنة العم ونجد هذا الأمر في البادية والمدن كذلك . ولقد كان هذا الأمر إجباريا إلا إذا تملص ابن العم من هذه العملية.

وهناك أسباب كثيرة تدعو إلى مثل هذا الزواج ( زواج الأقارب ) وهي :ـ

  1. يشعر والد الفتاة بنوع من الربط والوثاق المتبادل بين العائلتين ، حيث يعزز مكانة الأسرة أو القبيلة بمثل هذا النوع من الزواج.
  2. نظراً لكون الزواج أُسري ، فسوف يفكر الرجل والمرأة مراراً قبل الشروع في الطلاق
.

وغالباً ما تقوم والدة الرجل بالبحث عن فتاة مناسبة لابنها لكي يتزوجها. وبعد وقوع الاختيار تقوم بوصفها لابنها ، ومن ثم تبدأ إجراءات الزواج.

في الحقيقة إنه من الشائع في الزواج التقليدي أن العروس لا تعلم عن موعد الزفاف إِلاَّ قبل أسبوع من موعده ، وأحياناً في صباح ذات اليوم. إلا أن هذه العادات قد تبدلت تماماً في الوقت الحاضر.

كان الزواج في الماضي يعد نوعا من التحالف بين الأسر التي تتمتع بمركز اجتماعي ومادي وعقائدي متماثل ، وكان اختيار الشريك من مسؤولية الأهل لا يد لأي من الطرفين سواء الزوج أو الزوجة فيه.

الخطبة:

وإذا تعذر العثور على شريك من الأقارب أو المعارف تتم الاستعانة بخاطبة لتقوم بهذه المهمة نيابة عن الأهل ، وما أن تعثر الخاطبة على فتاة مؤهلة حتى تقوم بإعلام أهل الشاب ، وبعد موافقتهم تعود إلى أهل الفتاة لإعلامهم ، وإذا حاز الاختيار رضاهم يتم تحديد موعد لالتقاء الأسرتين، حيث يلتقي الوالدان - والد العروس ووالد المعرَس-لإقامة الخطبة وهي الفترة التي لا يسمح للفتاة بمغادرة البيت أو الالتقاء بأحد حتى لو كان أقرب المقربين لها إلى يوم زفافها .

الدزّّة:

خلال الفترة مابين الخطبة والملجة(عقد الزواج) يقوم والد الشاب بإعطاء زوجته مبلغا من المال لشراء هدية الزواج التي تسمى "دزّة" والتي تتكون من أربع أثواب ثمينة : لفتان من الأقمشة ، مناشف وأغطية للسرير وبطانيات وكذلك الشبكة ، وترسل هدية الزواج إلى بيت الفتاة مساء يوم الخميس أو الاثنين تحملها أعضاء فرقة متخصصة من النساء في إحياء الحفلات حيث يقدمونها وإذا قبل والد الفتاة وتمت موافقته على هدية الزواج فإنه يبارك لهن ، ويطلب من والد الفتاة تجهيزها جيدا للزواج بعد أن يقدم والد العريس المهر وهي عبارة عن خردة من "النقد المعدني" فضة أو ذهبا يوضع في صرة في منديل أبيض جديد.

ويقوم الأهل من السيدات المتخصصات بتفصيل هذه الأقمشة على مقاس العروس مع تطريزها بالخيوط الذهبية والفضية. ومما يوجد في الدزة "ثوب القز" وكانت العروس تزف قديما لعريسها وهي ترتدي هذا الثوب فقط ليبرز محاسنها، وهو من النسيج اليدوي الرقيق ثم يقطعن الطريق وهن يغنين من بيت الشاب إلى بيت الفتاة على ضوء الفوانيس.

الملجة "عقد الزواج":

الملجة( المِلكة) والمقصود بها عقد الزواج- ويعقد الزواج في المسجد أو المحكمة عند القاضي الشرعي أو منزل العريس، ويقام احتفال بمناسبة عقد الزواج، ويقتصر على الرجال لتناول العشاء في منزل العريس ، وعادة يتم هذا اللقاء بلا احتفال.

الزفاف:

وكان الانتظار مابين الملجة(عقد الزواج) و حفل الزفاف لايتجاوز الشهر في ليلة الـزفــاف يســير الشــاب مــن بـيـتــه إلى بيت زوجته ، يرافقه والـــده وأعـمـــامــه وأقاربه والجيران ، وعند وصوله إلى بيت العروس تستقبله المغنيات.

أما عن تجهيز العروس فقد كانت تأتي لها الحوافة (المرأة المختصة بتزيين العروس) وتفرك جسد العروس (بليفه بها شنان مطحون وسدر)؛ فنبات الشنان والسدر يعطيان الجسد رائحة زكيه، وتعطر الرقبة بدهن العود والورد وكذلك الأذنان تخضبان بالعطور، كما تزين العروس بالحناء.

الجلوة:

ويقام أحيانا للبنت المفضلة حفل خاص يسمي "جلوة" في بيت أهلها ، حيث تجلس العروس على كرسي في وسط المجلس مرتدية ثوبا أخضر مع كامل الحلي والذهب، وينشر فوق رأسها غطاء أخضر من الحرير تمسك بعض النسوة من أهلها وأعضاء الفرقة بأطرافه ويقمن برفعه وخفضه على أنغام إحدى الأغنيات ،المعروفـــة لـهذه المنـــاسبة وتغنين:

  • مليــحة في معــانـيــها
  • أمينـــة في أمانيــــها
  • ســألــت الله يـهــديــها
  • تجلت وانجــلت حتى
  • وريقها يشفي أمراضي
  • جبينها كالـبدريــاضي
  • و أحسن في معـانيـــها
  • لها رب السما راضي


بعدها تحمل العروس في كرسيها إلى حجرتها حيث ينتظرها المعرس و يكشف عنها العباءة ويراها للمرة الأولى، ويصليان معا على العباءة حمدا لله وشكرا على النعمة.

الجلوة:

الصباحية:

وفيها يكون العريس مقيما في بيت العروس، وبعدها كان يحضر "ريوق المعاريس"، أي وجبة الإفطار من الدرابيل والحليب وقرص العقيلي وكلها مأكولات كويتية، ويدعى إليها والد العروس وإخوتها لتناول الإفطار مع العريس، وتأتي الحوافة وترش العريس بماء الورد الذي يذهب لوالد العروس لتحية الصباح، ويرد عليه العريس "يبيض الله وجهك". ويستضاف العروسان في بيت أهل العروس لمدة أسبوع وفي نهايته يأتي يوم التحوال حيث ينتقل المعرس بعروسها إلى بيت الزوجية يصحبهم الأهل والجيران ، ولا يسمح لأم الفتاة بمرافقتها حيث يتشاءمون من ذلك ويعدونه فألا غير حسن.

وبذلك تكون انقضت رحلة الزواج و يبدأ يوما جديدا لدى العريسان يخطون سلم الحياة درج بعد درج تتكللها السعادة و الجد في تأمين حياتهما والصبر في تحمل ظروف العيش.

ولكن يبقى السؤال ... ماذا تبقى من مراسم الزواج قديما في وقتنا الحاضر ؟

  • ضرب الهريس من العادات القديمة التي يقوم بها النسوة استعداد ليوم الزفات وكان يتسخدم المنحاز وهو جذع شجر مجوف مع عامود لضرب الحبوب

الديوانية

الديوانية قديماً - قبل اكتشاف النفط:

يتكون البيت الكويتي عادة من ساحة واحدة، إلا أن الأسر المقتدرة تقوم بتشييد ساحة منفصلة أو تحديد غرفة في جانب من البيت يطلق عليها " اسم " ديوانية" ، وهذه الغرفة أو الساحة تكون منعزلة أو منفصلة ، وهي عبارة عن مكان عام لاستقبال الضيوف وللإلتقاء بالجيران والأصدقاء والأقارب لمناقشة الأحداث وتبادل الأحاديث والحكايات في وقت الفراغ.

تبقى بوابات الديوانية الرئيسة مفتوحة طوال اليوم لاستقبال الرواد ، وتقود إلى ممر تمتد على جانبيه مقاعد للاستراحة والانتظار كما تضم الديوانية أحيانا مضيفا للزوار ممن يحتاجون لقضاء ليلة أو أكثر في البلاد كما تمتد على جانبي البوابات من الخارج مقاعد أخرى يستريح عليها المارة ويستمتع فيها الضيوف بنسيم البحر. إذا كانت الديوانية واقعة على الساحل - وبخاصة في فصل الصيف ، وما تزال بعض هذه الديوانيات التي تنتشر على طول شارع الخليج تستقبل الزوار كما كانت في الماضي تماما.

تطل بوابات المجلس الرئيسي في الديوانية ويسمى "ديوان" على الساحة الداخلية ويحتوي الديوان على فرش يوفر أكبر قدر من الراحة للزوار ، فتنتشر في أنحائه الوسائد التي تصف بطريقة مميزة لتستخدم كمقاعد ومساند للأذرع ، وعلى الأرضية تمتد قطع من السجاد الفارسي المعقود والمغزول.

وتعد أدوات تحضير القهوة التي تعبق بعبير وطعم الهيل من أبرز الأدوات التي تضمها الديوانية ويتم تحضير القهوة على موقد مخصص لهذا الغرض في جانب بعيد من الديوان أو في غرفة صغيرة ملحقة به ويقوم صاحب الديوانية بنفسه بتحضير القهوة للضيوف أو يعين عاملا مختصا للقيام بهذه المهمة

تتكون أدوات تحضير القهوة من أباريق متدرجة الأحجام من النحاس ذات أغطية ومقابض طويلة معكوفة تسمى (دلال مفردها دلة) وتقدم القهوة بعد تحضيرها في أكواب صغيرة من الخزف.

الديوانية بعد اكتشاف النفط:

حافظت الديوانية على أهميتها في الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية في الكويت وزادت أعدادها مئات المرات فصار يمكن أن نجد ديوانية أو أكثر في كل شارع في أي حي داخل الكويت. بعضها يفتح أبوابه كل يوم وبعضها يستقبل الرواد يوما واحدا أو يومين من كل أسبوع وبعضها يفتح أبوابه في المناسبات ، وأصبح الجو العام للديوانية أقرب إلى أجواء النوادي الاجتماعية والمنتديات الثقافية والأدبية وصالونات السياسة ، بعبارة ثانية باتت الديوانية اليوم واحدة من مؤسسات المجتمع المدني

.

الذي يلعب دورا بارزا في الحياة الديمقراطية والنيابية بل نستطيع القول بأن الديوانية أصبحت المحرك والمؤشر المرجعي للكثير من القرارات.

بعض هذه الديوانيات العصرية والحديثة صارت مزودة بتلفزيونات وأجهزة راديو والمحطات الفضائية وأجهزة الكمبيوتر والتليفونات ، كما صار لبعضها أهداف محددة (رياضية ، اقتصادية ، سياسية). وجداول ومواقيت ، وبعضها صار يعلن عن الموضوعات التي ستطرح للنقاش قبل أيام من موعد الاستقبال ، كما تحول بعضها الآخر إلى صالونات للأدب والثقافة. وأطرف تطور للديوانية هو ظهور الديوانيات النسائية التي تستقبل أيضا الزوار الذكور ممن لهم اهتمامات وأنشطة مشتركة.

وتعبتر ديوانية الحاجة المرحومة عزيزة اول ديوانية نسائية في الكويت التي تأسست في اوائل الخمسينيات في منطقة القبلة في براحة عباس (للتفاصيل راجع قسم المقالات - الحاجة بدرية رمضان).

الديوانية في البحوث العلمية:

وفي دراسة اكاديمية توضح دورالديوانية الكويتية فى عملية صنع القرار السياسى اضافة الى دورها البارز في توطيد وتعزيز الروابط الاجتماعية بين المواطنين بشكل عام ، اقام أستاذ الاجتماع والخدمة الاجتماعية بجامعة الكويت الدكتور يعقوب الكندري بتقديم بحث علمي حول الدور السياسي الذي تلعبه الديوانية في التأثير على نجاح المرشح لعضوية مجلسي الامة والبلدي حيث تعتبر المفتاح الرئيسي للدخول إلى البرلمان .

وتمثل الديوانية المكان المناسب للمرشح لتعزيز علاقاته الشخصية ولعرض توجهاته وبرامجه الانتخابية وقد أيد 41 في المائة من اجمالي عينة تم استطلاع رأيها اعطاء المرشح المتردد على ديوانياتهم أصواتهم في الانتخابات الى جانب الانتماءات القبلية التي تلعب دورا مهما في عملية إختيار المرشح .

وأضافت الدراسة أن للديوانية دورها في محاسبة ومراقبة النائب اضافة الى دورها في التوجيه والارشاد حيث تعتبر من المؤثرات الخارجية التي ينتبه لها النائب ويأخذها بعين الاعتبار. وفي كثير من الأحيان لا يستطيع النائب ان يتوجه عكس ما قد يفرضه عليه أبناء دائرته لان ذلك قد يؤثر على مستقبله السياسي في الانتخابات المقبلة و حسب الدراسة فانه كلما زاد نفوذ أصحاب الديوانية الإقتصادي والإجتماعي أثر ذلك على القرارات المتخذة من جانب الحكومة .

وذكرت الدراسة ان العلاقات غير الرسمية داخل الديوانية تعتبر المفتاح الاساسي لخلق التماسك والترابط بين أفراد المجتمع باختلاف توجهاتهم حيث يرى 80 في من اجمالي العينة ان علاقتهم بأصدقائهم داخل الديوانية أقوى من علاقتهم بأصدقائهم ممن هم خارج الديوانية. دراسة اكاديمية توضح دور الديوانية الكويتية فى عملية صنع القرار السياسى الكويت - وقالت الدراسة ان اللقاء المنتظم بين أعضاء الديوانية يدفعهم الى ترسيخ قيم التواصل والسؤال عن بعضهم بعضا ويعزز من علاقاتهم الشخصية فقد أكد 96 في المائة من العينة ضرورة السؤال عن أحد الأصدقاء عند انقطاعه عن الديوانية كما وجد 68 في المائة من يمد لهم يد العون من أعضاء الديوانية عند تعرضهم لضائقة مالية .

وبينت الدراسة ان 76 في المائة من أفراد العينة لا يمكن ان تستغني أو تتخلى عن الديوانية في حين قال 20 في المائة فقط انه يمكنهم الاستغناء عنها. وتقصد 52 في المائة الديوانية للحديث مع الاصدقاء عن القضايا العامة و25 في المائة للترفيه وممارسة مختلف ألعاب التسلية بينما 19 في المائة يكون الهدف من زيارتهم الحديث عن الامور العلمية والادبية والثقافية كما تأخذ الاحاديث السياسية والاجتماعية نصيب الاسد من المناقشات المختلفة وبنسبة 57 في المائة من مجموع المواضيع الاخرى .

واشارت الى الدور الاعلامي الذي تقوم به من خلال نقل ونشر الاخبار والتحقق من صحتها حيث وافق 89 في المائة على انهم قد سمعوا أخبارا من الديوانية لم يسمعوها في مكان آخر و82 في المائة يترددون على الديوانية للتحقق من خبر نقل لهم كما تتميز بخصوصية الموضوعات المطروحة فيها حيث يرى 85 في المائة انها تطرح مواضيع قد لا يتم التعرض لها أو مناقشتها في أماكن أخرى .

واعتبر 67 في المائة من العينة الديوانية مكانا مناسبا لعقد المحاضرات والندوات وبتوجهات فكرية متعددة في طابع يخلو من الرسميات . وقالت الدراسة ان الديوانية الكويتية مرت بثلاث مراحل أساسية تمثلت المرحلة الاولى في الديوانية الكويتية التقليدية التي اقتصرت على طبقة معينة من أعيان البلد وعلى أفراد الاسرة الحاكمة في المجتمع الكويتي ما قبل النفط نتيجة للظروف الاقتصادية والمادية في تلك الفترة كما كانت اللبنة الاولى لترسيخ دعائم الديمقراطية وتقديم المشورة والرأي في غياب الحياة النيابية . وكان للديوانية دورها الاجتماعي والثقافي والاعلامي فقد كانت ديوانية الحاج محمد حمد بودي أول مستشفى في الكويت قبل بناء المستشفى الامريكاني كما كان ديوان محمد صالح الجوعان مقر النادي الادبي الذي أنشأه مثقفو الكويت عام 1923 .(يتبع) ك غ / ن ج ح كونا081143 جمت ديس 01 لار0019 4 0439 /كوناجطش03 مجتمع/كويت/ديوانية/دراسة2-واخيرة دراسة اكاديمية توضح دور الديوانية الكويتية فى عملية صنع القرار السياسى الكويت - وقالت الدراسة انه من ثم جاءت مرحلة الديوانية الكويتية الحديثة بعد الانتعاش الاقتصادي ازاء اكتشاف وتصدير البترول فشملت غالبية طبقات وفئات المجتمع و التي غلبت عليها سمة الترفيه الفكري والمتعة المتمثلة بألعاب التسلية والمناقشات الخاصة والعامة في أمور الحياة المختلفة كما أصبحت الوسيلة التي يقاس بها اتجاهات الرأي العام الكويتي

.

وبعدها كانت الديوانية أثناء فترة الاحتلال العراقي الغاشم التي تميزت باتصال تجمعات القوى السياسية فيها بحكومة الكويت خارج البلاد ونقل الاوضاع القائمة آنذاك كما اتسمت بمحدودية نقاشاتها وتعدد أوقاتها وتقلص عددها ومحدودية مرتاديها . وبينت الدراسة ان الديوانية أثناء الأحتلال كانت المنطلق للعمل الخدماتي والاجتماعي حيث قسمت العمل على المتطوعين في مجال العمل التعاوني وأعمال النظافة والصحة وتنظيم المقاومة بشقيها العسكري والسلمي من خلال التصعيد المسلح والعصيان المدني كما كانت مكانا لاجراء عمليات التزوير في رخص القيادة وهويات العمل والبطاقات الشخصية للعسكريين وأصحاب المهن الحساسة .

ولعبت الديوانية دورا في التكافل والتماسك الاجتماعي من خلال عمل نظام للمناوبة في الديوانيات ذات المواقع الاستراتيجية للمراقبة وتوفير جو من الامان لابناء المنطقة الى جانب متابعة أحوال الاسر وتقديم المساعدة للمحتاجين وتوزيع المبالغ المالية على الكويتيين . وقالت الدراسة ان هناك عدة عوامل ساهمت في انتشار الديوانيات الحديثة منها الوفرة المادية والتصاميم الهندسية الحديثة للمنازل والتشجيع الحكومي من خلال زيارة المسؤولين في الدولة للدواوين . والديوانية قد تحقق بعض المكاسب السياسية والاجتماعية والاقتصادية لصاحبها خاصة في ظل قلة وندرة الاماكن الترفيهية .

وذكرت الدراسة ان الديوانيات الحديثة تتنوع مابين ديوانيات تقليدية ارتبطت باسم العائلة وديوانيات النواب وديوانيات الشباب والتسلية التي يجتمع أصحابها للعب الورق والدومنة وديوانيات الجيرة والقرابة والديوانيات ذات الصبغة الدينية أو ذات الطابع السياسي أو الاجتماعي كما ظهرت مؤخرا الديوانيات المختلطة .

ووصفت الدراسة الديوانية بأنها سلاح ذو حدين حيث لعبت دورا سلبيا على حياة بعض الاسر مما انعكس على تربية الابناء لغياب الاب ساعات طويلة عن المنزل . ولان الاب يعتبر الرمز الذي يقتدي به الابناء فان غيابه يدفعهم الى البحث عن بديل له من خلال الشخصيات التلفزيونية كما يفقد دوره التوجيهي والرقابي على أبنائه مما يؤثر على الاستقرار الاسري .

وأضافت الدراسة ان هناك سلوكيات مقرونة بالممارسات المحرمة دينيا واجتماعيا تنتشر في بعض الديوانيات حيث تؤدي خدمات غير مشروعة مثل بيع الخمور والمخدرات ولعب القمار.

وذكرت ان الديوانية قد تعيق الجهاز الاداري في بعض مؤسسات الدولة من خلال انتشار الواسطة والمحسوبية وتحقيق بعض المصالح التي يعتبر بعض منها خارجا عن القانون بشكل كبير بين أفراد المجتمع مما يساعد على عدم تكافؤ الفرص.

  • الديوانية في اطارها المعماري الحديث التي تميزت بها بعد مرحلة ما بعد النفط

المصدر:

  • وكالة الانباء الكويتية : 8-12-2001
  • مقالة منشورة في مجلة نبراس الالكترونية - الكاتب حسن أشكناني: راجع قسم المقالات

موقع تراث الكويت

يتمثل تاريخ الشعوب في تاريخ عاداتها و تقاليدها و في معتقداتها التي تتوارثها عبر الأجيال و أيضا في سلوك أفرادها. و هذا التاريخ يشكل الإطارالثقافي و الإجتماعي للمجتمع مما يكسبه مكانه في هذا العالم. لذا يعتمد تاريخ الدولة على خبراتها السابقة مما يكسبها نظره ثاقبة للمستقبل تساعدها على بناء دولة قادرة على مواجهة التحديات من خلال الفهم العميق للتاريخ والثقافة و المجتمع. ومن هنا يحرص هذا الموقع المتواضع على عرض تاريخ الكويت و تراثها من خلال الثقافة المادية التي تتضمن تلك القطع و المقتنيات التي أمتلكها في متحفي الخاص و الثقافة اللامادية بتوفير المصادر و المراجع للجيل الحالي و المختصين.


د / حسن أشكناني

Copyright © 2014 Kuwait Heritage Power by Faisal Ins