إن أهمية الخليج العربي والكويت من منظور التاريخ والعلاقات الدولية والتجارة العالمية تمتد إلى قديم الزمان والعصور الوسطى ، ولقد كانت أراضي الكويت الحالية تقع ضمن أراضي دولة كندة الوسطى العربية التي قامت خلال الفترة من القرن الثالث حتى الخامس الميلادي.
ولقد أثبت التنقيب الأثري الذي بدأ على يد البعثة الدنمركية في جزيرة فيلكا عام 1958م وما عثر عليه من آثار قيام حضارة تاريخية قديمة في الكويت التي كانت تحت حضارة اكبر وهي دلمون التي اتخذت من البحرين مركزا لها. وتدل التنقيبات الاثرية انه جزيرة فيلكا اصبحت مركزا رئيسا في 1340 قبل الميلاد تحت سيطرة الدولة الكاشية التي تمكنت من السيطرة على جنوب بلاد الرافدين. (راجع قسم آثار الكويت)
ولم تغب فيلكا عن الحقب التاريخية بسبب موقعها المتمركز في شمال الخيلج العربي حيث كانت تتصل من جهة الغرب بالجزيرة العربية ، كما أنها تتصل شرقا بالخليج العربي الهضبة الايرانية والطريق الرئيسي المؤدي من جنوب عمان ورأس مسندم الى بلاد الرافدين شمالا.
ويذكر المؤرخون أن الإسكندر الأكبر حينما غزا بلدان الشرق لاكتشاف الطريق الملاحي فيما بين مصب نهر السند وشط العرب عبر الخليج في 326 ق.م وأقام الإغريق في فيلكا . ولقد عثر بها على حجر (إيكاروس) الذي سجل عليه الإغريق كتاباتهم بجانب الآثار الأخرى العديدة ، وهي أدلة تاريخية تؤكد دور جزيرة فيلكا قديما التي عاصرت حضارات الشرق الانى القديم . (للتفاصيل راجع قسم اثار الكويت).
وبعد أن استولت قوات الإسكندر الأكبر على جزيرة فيلكا، أسماها اليونانيون باسم إيكاروس ، و قد كانت الجزيرة سكنا لبعض اليونانيين و بعض التجار الأجانب و بعض السكان المحليين ، و قد قام تنافس بين البيزنطيين في سوريا و البتراء و ملوك مصر أدى إلى تقليل أهمية الجزيرة ، و يوجد في فيلكا معبد يوناني لخدمة الإله أبولو. اما تسمية الجزيرة اصبح محل نقاش بين المختصين فهناك من يقول بأن التسمية يونانية من اصل (فايليجا) ، و هناك من يقول بأن التسمية برتغالية و هناك من يقول بأن التسمية عربية من (فلج) ، و قد كانت تسمى الجزيرة باسم أفانا، و قد سميت باسم فيلكا و هي تعني في اللغة اليونانية الجزيرة البيضاء و يحتمل أن تكون اللفظة محرفة من كلمة فيلكس في اللغة اليونانية و هي تعني الجزيرة السعيدة.
وسميت الجزيرة باسم فيلكا أو فيلجا بلفظ السكان المحليين ، و هي كلمة مأخوذة من كلمة فلج بمعنى الماء الجاري و الأرض الطينية الصالحة للزراعة و قد سميت بهذا الاسم في العصور الإسلامية الأولى.
حدثت معركتان في الكويت في جبل واره ، فكانت الأولى هي يوم واره الأول و الثانية هي يوم واره الثاني ، المعركة الأولى كانت بين المنذر ابن ماء السماء و قبيلة بكر بن وائل التي خرجت عن طاعته ، فسار إليهم حتى يعودوا إلى طاعته و لكنهم أبوا ، فقاتلهم فهزمهم و قد أقسم بأن يقتلهم في أعلى جبل واره حتى يسيل دمهم إلى الوادي ، فبدأ في قتلهم في قمة الجبل ، وتذكر الروايات ان الدم جمد فقيل له لو صببت الماء لوصل الدم إلى الوادي ، فصبوا الماء و وصل الدم إلى الوادي، و في المعركة الثانية أعلنت قبيلة تميم العصيان على عمرو بن هند ملك الحيرة ، فقاموا بالإغارة على إبله ، فقام بقتالهم فهزمهم ، و أسر منهم الكثير و أمر بقتلهم و حرقهم في جبل واره.
في عام 12هـ قامت معركة ذات السلاسل بين المسلمين و الفرس في كاظمة في شمال الكويت ، و قد انتهت المعركة بانتصار المسلمين . وتقوم الان البعثة اليابانية ومن قبل البعثة الكويتية الخليجية المشتركة في الكشف عن بعض المواقع التي تعود الى تلك الفترة.
ويذكر أحد المؤرخين أن أرض الكويت شهدت يوما من أيام الحرب بين الحارث بن عمرو بن حجر الكندي و المنذر بن ماء السماء الذي هزم الحارث عند جزيرة واره ، ولقد شهدت شواطئ الخليج أول صدام في فجر الإسلام بين الفرس والمسلمين إبان خلافة أبي بكر الصديق سنة 12هـ الموافق 633 م في كاظمة (ذات السلاسل ) المعروفة لاحقا بالكويت ، ولقد تكرر ذكر كاظمة في أخبار الشعراء .
وفي نهاية القرن التاسع إلى نهاية القرن الحادي عشر الميلادي دخلت منطقة الكويت مع جزء كبير من شبه الجزيرة العربية ضمن دولة القرامطة القوية التي هددت الخلافة العباسية في بغداد ، وبعد اضمحلال هذه الدولة نشأت على أنقاضها مجموعة من الإمارات المحلية ذات الصفة القبلية التي استمرت إلى نهاية القرن الخامس عشر الميلادي . وكان ميناء كاظمة على ساحل الكويت يؤدي في تلك الفترة وظيفة البوابة البحرية لشرقي الجزيرة العربية .
وفي العصر الحديث برز بنو خالد كأقوى قبيلة عربية في هذه المنطقة وتمكنوا في نهاية القرن الخامس عشر من فرض سيطرتهم على مساحات شاسعة تمتد من البصرة حتى قطر بما فيها أرض الكويت ، ولقد رفض شيوخ بني خالد الاستسلام للسيطرة التركية بعد ذلك . وعندما تولى الشيخ براك بن عريعر سنة 1669 م زعامة بني خالد حاصر مدينة الإحساء الرئيسية - الهفوف - إلى أن سقطت بعد استسلام الحاكم التركي (عمر باشا) لتنتهي بذلك عمليا سيطرة الأتراك على الساحل الغربي للخليج العربي.
ويعود تاريخ أسرة آل الصباح في الكويت إلى عام الى القرن الثامن عشر ولكن بعض المؤرخين يرجحون تاريخ وصولهم الى سنة 1613م حسب ما ذكرته رسالة الشيخ مبارك إلى المقيم البريطاني في الخليج حول تحديد حدود الكويت وقد استهلها بقوله ( الكويت أرض قفراء نزلها جدنا صباح 1022 هـ ) التي توافق عام 1613م، وقد أشارت إلى بداية نشوء الكويت الذي سبق أن ذكرناه والذي أيدته مجموعة من المصادر ، إذ تواترت عدة روايات عن استقرارها ورخائها في الفترة من 1649م وهي السنة التي أرسل فيها أهل القرين ( وهو اسم الكويت قديما ) سفنا وسلاحا وأموالا إلى سلطان عمان ناصربن مرشد لمعاونته علي تصديه للبرتغاليين،كما أورد ذلك الأستاذ عبد الله محمد الطائي في كتابه ( قصة الشراع الكبير) ، وهذا يدل علي استقرار سياسي ورخاء اقتصادي كانت تنعم به الكويت ، مرورا باكتشاف نسخة من كتاب الموطأ الذي خط في جزيرة فيلكا عام 1682م ، وهي جزيرة تابعة للكويت لا تبعد عن شاطئها أكثر من 17 كم ، ونوع الخط ومستواه يكشفان عن عناية تامة وتمكن من الكتابة والضبط والشكل مما يؤكد وجود بيئة علمية في الجزيرة هي صورة مصغرة عن بيئة علمية أكبر وأشد رسوخا في الكويت ، وانتهاء بسنة 1709م عندما زارها أحد الحجاج السوريين وهو مرتضى بن علوان في طريق عودته من رحلة الحج ووصف أسواقها وعمارتها وأشار إلى رخائها الاقتصادي واستقرارها ، وبالإضافة إلى تلك الإشارات الواضحة عن استقرار الكويت ورخائها وازدهارها خلال القرن السابع عشر ، لا نجد ما يشير إلى أي اضطراب سياسي أو صراعات علي الحكم أدت إلى تبدله وتغيره ، وما زالت إشارة الشيخ مبارك في رسالته إلى تاريخ أسرة آل صباح الكويت منذ 1022 هـ (1613م) هي الوحيدة التي لا نجد ما ينقضها أو يضعفها ، بل علـى العكــس من ذلـك فـإن جمـيــع ما سبق ذكره يقوي تلك الرواية ويعزهـا ، مــع أن أول حــاكم حكمها من أسرة الصبــاح تاريخياً هو الشيخ / صباح بن جابر (صباح الأول) ( المتوفي سنـة 1190هـ الموافق 1776م
تأسست مدينة الكويت في عام 1613 كموقع حصين لبنو خالد الذين حكموا من شمال الاحساء الى جنوب البحرين امتداد على الساحل الشرقي للممكلة العربية السعودية حاليا وربما استخدمت فيما بعد كمركز تجاري على ساحل الخليج العربي ، وعرفت بإسم القرين وكذلك الكوت والتي تنسب الى الحصن الذي لجأ اليه بنو خالد ومن ثم استقر به ال الصباح عند مجيئهم الى الكويت ، ومن ثم تحولت الى اسم الكويت عليها لاحقاً .ولفظ كويت تصغير لكلمة "كوت" أي القلعة أو الحصن.
ويرجع اصول ال الصباح الى قبائل العتوب الذين كانوا قد هاجروا من نجد في القرن السادس عشر إلى سواحل الخليج العربي في الزبارة و سموا بالعتوب ، بسبب عتوبهم من نجد بعد القحط الشديد فانتقل آل الجلاهمة إلى الزبارة وآل خليفة الى البحرين وآل الصباح الى الكوبت. واستوطن ال الصباح حول هذا الكوت وظلوا تحت حكم بني خالد فترة من الزمن ، وامتهن بعضهم الغوص على اللؤلؤ ، فازدهرت أعمالهم وتكاثر السكان في المدينة ، ثم اختير الشيخ صباح بن جابر كأول حاكم لهم في عام 1752م.
اختير صباح بن جابر ليصبح أول حاكم لهم و ذلك بسبب حاجتهم إلى من يأمر عليهم و يكون مرجعا لهم في حل المشكلات و الفصل في القضايا والخلافات، فوافقهم ، و كان حكمه يرتكز على استشارة كبار قومه في أهم الأمور ، و له السمع و الطاعة بما يقضي به من أمور وفق الشريعة الإسلامية.
بعد وفاة صباح بن جابر عام 1762 ، استلم ابنه عبد الله بن صباح الأول الحكم ، والذي حكم لفترة طويلة استمرت حتى عام 1812، وفي فترة حكمه تم رفع أول علم للإمارة وهو العلم "السليمي" وذلك لتمييز السفن الكويتية بعد أن أصبح للإمارة أسطول بحري ، و في فترة حكمه خاض الكويتيون أولى معاركهم عام 1783 ، وهي معركة الرقة البحرية ، و قد جرت أحداثها بالقرب من جزيرة فيلكا ، و كانت بين الكويتيين وقبيلة بني كعب التي كانت تريد الاستيلاء على الكويت ، و قد انتهت المعركة بانتصار الكويتيين ، و في نفس العام ، تم بناء أول سور حول مدينة الكويت ، و قد بلغ طوله 750 متراً ليحمي المدينة من الغزو الخارجي بعد معركة الرقة البحرية ، و يقال أن السور الأول كان عبارة عن الكوت الموجود في الكويت ، في مارس 1811 خاضت الكويت معركة رحمة مع البحرين بقيادة عبد الله بن أحمد آل خليفة و جابر بن عبد الله الصباح من الكويت ضد حاكم الدمام رحمة بن جابر الجلهمي بدعم من سعود بن عبد العزيز بن محمد حاكم نجد ، و انتهت المعركة بانتصار البحرين و الكويت .
بعد وفاة عبد الله بن صباح الأول في عام 1814 ، تسلم ابنه جابر بن عبد الله الصباح الحكم، و في عام 1815 تم بناء السور الثاني حول مدينة الكويت، و ذلك بسبب نية بندر السعدون حاكم قبائل المنتفق أن يغزو الكويت، و قد كان طول السور 2300 متراً، و في يونيو 1831 انتشر مرض الطاعون في الكويت، و قد قضى على الآلاف من أهل الكويت و قد سميت تلك السنة بسنة الطاعون، و قد تم عمل مسلسل تاريخي كويتي للتذكير بما حصل في تلك السنة، و قد سمي المسلسل باسم مسلسل الدروازة، و قد تم عرضه في عام 2007.
في عام 1859 توفي الشيخ جابر بن عبد الله الصباح ، و تولى ابنه صباح جابر الصباح الحكم ، و في عهده اتسعت التجارة و كثرت أموال الكويت ، و أراد أن يحدث رسوماً جمركيةً على البضائع الخارجة من الكويت فقال له تجار الكويت : لا تجعل على أموالنا ما لم يجعله أبوك و لا جدك من قبل ، ولم يستطع إقناعهم ، و لكنهم قالوا له : ستكون أموالنا وقفاً على ما تحتاج إليه الكويت ، فوافقهم على ذلك، توفي في عام 1866م.
بعد وفاة صباح جابر الصباح في عام 1866 تولى ابنه عبد الله بن صباح الصباح الحكم ، و قد اشتهر باسم عبد الله الثاني الصباح ، و في عام 1866 أصدر أول عملة كويتية ، و لكنها لم تستمر طويلا ، و قد كان اسمها البيزة. في عام 1867 حدث ما يعرف باسم سنة الهيلق ، حيث عم الجوع الكويت، و قد كان الناس يأكلون باقي الذبائح و قد استمروا على هذا الحال حتى عام 1870 ، و في عام 1871 شهدت الكويت حادثة الطبعة ، و قد كانت تسمى باسم طبعة أهل الكويت ، لاختلافها عن الطبعات التي حدثت في دول الخليج في أعوام 1910 و 1916 و 1925 ، حيث غرقت العديد من السفن الكويتية بعد إعصار مدمر حدث في الطريق بين الهند و عمان ، و في عهده رفع العلم العثماني الأحمر في سنة 1871م على السفن الكويتية بدلاً من العلم السليمي بعد مضايقة الحكومة العثمانية لهم ولأمور رآها الشيخ في صالحه وتعود عليه وعلى أهل بلدته بالخير من الإعفاء الجمركي والضرائب وعدم مصادرة ممتلكاتهم في البصرة والسيبه والفاو والزبير تعبيراً عن التبعية للخلافة العثمانية، و في عام 1871 قام بمساعدة الدولة العثمانية على السيطرة على إقليم الإحساء ، حيث تولى قيادة ثمانين سفينة بالإضافة إلى تسيير جيش بري بقيادة أخيه الشيخ مبارك الصباح.
في 17 مايو 1893 توفي الشيخ عبد الله بن صباح، و تولى الحكم بعده أخوه الشيخ محمد بن صباح الصباح ، و لكنه لم يلبث طويلا في الحكم حتى اغتاله أخوه مبارك الصباح في عام 1896.
تولى الشيخ مبارك الصباح سدة الإمارة في الكويت في 13 مارس 1896 خلفاً لأخيه الشيخ محمد بن صباح الصباح أمير الكويت.
وبسبب الخلاف مع العثمانيين طلب مبارك الصباح الحماية البريطانية في سبتمبر من عام 1897 إلا أن طلبه قوبل بالرفض معللةً بأن بريطانيا لا ترى ضرورة في التدخل في شؤون المنطقة ، إلا أنها غيرت موقفها و وافقت على إبرام الاتفاقية في 23 يناير 1899 بسبب خشيتها من امتداد النفوذ الألماني الذي كان يسعى لمد سكة حديد من برلين إلى كاظمة شمال جون الكويت.
وكان من بنود الأتفاقية أن لا يقبل الشيخ مبارك وكيلاً أو قائم مقام من جانب أي حكومة وأن يمتنع عن منح أو بيع أو رهن أو تأجير أي قطعة أرض من أراضي الكويت لدولة أخرى بغير أن يحصل على إجازة من بريطانيا. في عام 1901 هاجم الشيخ حمود الصباح و الشيخ جابر المبارك الصباح قبائل ابن رشيد من شمر في الرخيمة وغنموا غنائم عديدة.
في عام 1901 هاجم الشيخ حمود الصباح و الشيخ جابر المبارك الصباح قبائل ابن رشيد من شمر في الرخيمة وغنموا غنائم عديدة.
في عام 1901 قام الشيخ مبارك بحشد قوات كبيرة للخروج إلى حائل عاصمة دولة آل رشيد والتقى مع عبد العزيز بن متعب بن عبد الله الرشيد في معركة الصريف في شمالي غرب بريده انتهت بانتصار قوات عبد العزيز الرشيد ، و في عام 1903 أغارت قوات مشتركة بقيادة كل من عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود والشيخ جابر المبارك الصباح على سلطان الدويش في جو لبن بالصمان بسبب ميله لابن رشيد وغنموا 5,000 رأس من الإبل، و في عام 1910 حدثت معركة هدية بين مبارك الصباح و عبد العزيز بن سعود أمام ابن سعدون زعيم المنتفق ، وقاد القوات الكويتية الشيخ جابر المبارك الصباح ، و قد أغار على جيش السعدون الذي كان أكثر منهم ، فانهزموا و تركوا الكثير من الأمتعة و الإبل و الخيل للسعدون ، و قد سميت بذلك المعركة باسم معركة هدية .
أنشئت أول مدرسة نظامية في الكويت في عهده عام 1911 سميت بالمدرسة المباركية نسبة إلى اسمه.
و في عام 1912 قام الشيخ مبارك الصباح برفع قيمة الضرائب على التجار في الكويت ومنع الغواصين من الغوص معللاً بحاجته للرجال للدفاع عن المدينة والظهور بمظهر القوي ، واحتج كبار التجار على هذا القرار ، و قاموا بالهجرة إلى البحرين وهم هلال فجحان المطيري و إبراهيم المضف و شملان بن علي ، وندم مبارك على هجرة التجار فأرسل وفدا يحمل رسالة تتضمن الاعتذار لهم وحثهم للرجوع للكويت إلا أنهم رفضوا ، فأرسل ابنه سالم المبارك الصباح وقام بالاعتذار لهم فرجعوا إلى الكويت عدا هلال فجحان المطيري فقام مبارك بالذهاب إلى البحرين بمركبة البخاري مشرف وقابل شيخ البحرين عيسى بن على آل خليفة ورجع هلال معه إلى الكويت.
و في عام 1914م قرر مبارك الصباح رفع علم خاص به ، و ذلك بعد مناقشات حول العلم الذي سيخلف العلم العثماني بعد المعاهدة التي تمت مع البريطانيين في عام 1899م ، خاصة بعد نشوب الحرب العالمية الأولى التي كان الإنجليز والأتراك طرفين متناقضين فيها ، وبعد تعرض سفن أحد كبار التجار الكويتيين إلى اعتراض من البواخر الحربية البريطانية بسبب رفعها العلم العثماني وتهديدها للسفن الكويتية بالإغراق إذا ما استمرت في رفع العلم العثماني الذي يتناقض رفعه مع وجود معاهدة مبرمة بين البلدين ، وهو علم أحمر وفي وسطه كلمة كويت ، واختار من العلم ثلاثة أشكال ، مثلثا للإمارة ، ومربعا للدوائر الحكومية ومستطيلاً للسفن ، وقد مرت على هذا العلم بعض التعديلات الطفيفة ولكنه استمر حتى عام 1961م.
بعد وفاة الشيخ مبارك تولى ابنه الشيخ جابر المبارك الصباح الحكم غير أنه لم يلبث في الحكم طويلا و توفي فأسندت الإمارة إلى أخيه الشيخ سالم المبارك الصباح في يناير من سنة 1917.
تولى الشيخ سالم المبارك الحكم بعد وفاة أخيه الشيخ جابر المبارك الصباح شهدت خلالها الكويت بناء ثالث سور في تاريخها في عام 1920 الذي شيد بعد هزيمة الجيش الكويتي بقيادة دعيج الصباح في معركة حمض . في عهده هاجم الإخوان الجهراء في 10 أكتوبر 1920 فحدثت معركة الجهراء وفي 1921 توفي الشيخ سالم الصباح.
تولى الشيخ أحمد الجابر الصباح الحكم في الكويت بعد وفاة عمه الشيخ سالم الصباح ، و في يوم 2 ديسمبر 1922 تم توقيع بروتوكولات العقير التي ترسم الحدود بين سلطنة نجد و مملكة العراق و الكويت ، و قد أقتطع أكثر من ثلثي المساحة التي كانت تسيطر عليها الكويت و تم إعطاءها لسلطنة نجد ، في يوم 28 يناير 1928 قامت معركة في الكويت بين الكويتيون بقيادة علي الخليفة الصباح و علي السالم الصباح و الإخوان بقيادة علي بن عشوان عند آبار الرقعي ، و قد سميت المعركة باسم معركة الرقعي ، وقد شهدت الكويت في عهده نهضة سياسية تمثلت في تأسيس أول مجلس شورى في الكويت عام 1938، ونهضة اقتصادية تمثلت باكتشاف النفط في الكويت في عام 1937 في بئر بحره ، وفي 30 يونيو 1946 تم تصدير أول شحنة نفط من الكويت ، و في عهد الشيخ أحمد الجابر الصباح تم تأسيس مدينة الأحمدي في عام 1948 ، و قد سميت بهذا الاسم نسبة إلى الشيخ أحمد الجابر الصباح و في عام 1950 توفي الشيخ أحمد الجابر الصباح.
تولى الحكم الشيخ عبد الله السالم الصباح في 25 فبراير 1950 ، و قد سمي لاحقا باسم "أبو الدستور" لأنه هو الذي أمر بصياغة دستور لتنظيم الحياة السياسية في الكويت، و تم في عهده التوسع العمراني الكبير ، حيث بدأ الناس بالخروج من داخل السور ، و في عام 1957 تم هدم السور مع الإبقاء على البوابات الخمس ، وفي 19 يونيو 1961 تم إلغاء معاهدة الحماية البريطانية التي وقعت في 23 يناير 1899 ، و تم إعلان استقلال دولةالكويت ، و في 11 نوفمبر 1962 تم إصدار دستور دولة الكويت ، وفي تاريخ 7 سبتمبر 1961م صدر قانون جديد بعد الاستقلال بشأن العلم الوطني لدولة الكويت ليكون العلم الجديد رمزاً لاستقلال البلاد ، فتم استبدال العلم القديم بالجديد في صبيحة يوم 24 نوفمبر 1961م ، ويتكون من أربعة ألوان : الأحمر والأخضر والأبيض والأسود وهذه الألوان مستوحاة من بيت الشعر العربي :
و في 29 يناير 1963 تم افتتاح أول جلسة لمجلس الأمة ، و قد ترأس المجلس عبد العزيز حمد الصقر حتى استقال في عام 1965 ، و بعده ترأس المجلس سعود عبد العزيز العبد الرزاق و من أهم منجزات هذا المجلس هو تشكيل الوزارات و عدم الجمع بين العمل التجاري و الوزاري ، و في 14 مايو 1963 انضمت الكويت إلى الأمم المتحدة ، و في عام 1965 توفي الشيخ عبد الله السالم الصباح.
تولى الحكم الشيخ صباح السالم الصباح بعد وفاة أخيه الشيخ عبد الله السالم الصباح ، و استمر في الحكم حتى 31 ديسمبر 1977حيث توفي ، و كان أول وزيراً للخارجية بتاريخ الكويت وذلك بالوزارة الأولى من عام 1962 ، و في عهده تم عقد الانتخابات الثانية لمجلس الأمة الكويتي ، و قد بدأت جلسات مجلس الأمة الكويتي 1967 في 7 فبراير 1967 ، و قد انتهت أعماله في 30 ديسمبر 1970، و ترأس المجلس أحمد زيد السرحان حتى عام 1970 و من أهم منجزات هذا المجلس قانون دعم الدول العربية في حربها ضد إسرائيل و قانون إنشاء محكمة أمن الدولة ، و في 10 فبراير 1971 تم بدأ أعمال مجلس الأمة الكويتي 1971 و انتهت أعماله في 8 يناير 1975 و ترأس المجلس خالد صالح الغنيم حتى عام 1975 و من أهم منجزات هذا المجلس هو قانون إنشاء المحكمة الدستورية ، و في 11 فبراير 1975 بدأ أعمال مجلس الأمة الكويتي 1975 ، و قد انتهت أعماله في 19 يوليو 1976 بعد أن حل الأمير مجلس الأمة الكويتي ، و كان رئيس المجلس آن ذاك خالد صالح الغنيم ، و من أهم منجزات المجلس قانون الخدمة العسكرية الإلزامية و قانون تأميم النفط.
تولى الحكم الشيخ جابر الأحمد الصباح في 31 ديسمبر 1977 ، و في يوم 8 فبراير 1978 عين الشيخ سعد العبد الله السالم الصباح وليا للعهد ، في يوم 9 مارس 1981 عاد مجلس الأمة الكويتي للعمل ، و الشيخ جابر هو صاحب فكرة إنشاء مجلس التعاون لدول الخليج العربية ، والذي وقع على إنشاءه في أبوظبي عاصمة دولة الإمارات العربية المتحدة بتاريخ 25 مايو 1981.
في صيف عام 1982 حدثت أزمة سوق المناخ ، حيث كانت إحدى أكبر الهزات في تاريخ الكويت الاقتصادي ، حيث عجز العديد من المتداولين في بورصة الكويت من دفع بعض الشيكات المؤجلة ، و قد كان العديد من المستثمرين يشترون و يبيعون الأسهم بالآجل ، مما أدى إلى ارتفاع قيمة الأسهم ثم انخفاضها بشكل كبير مما آل إلى حدوث أكبر أزمة اقتصادية في الكويت ، و قد حلت الحكومة المشكلة بعد شراءها اسهما بقيمة 2.5 مليار دولار أمريكي.
في 19 يناير 1985 انتهت أعمال دورة مجلس الأمة الكويتي 1981 ، و قد ترأس المجلس في هذه الدورة محمد يوسف العدساني و من أهم منجزات المجلس قانون تعديل بعض أحكام قانون الجنسية و قانون بالموافقة على تيسير التبادل التجاري بين الدول العربية ، و في 9 مارس 1985 بدأت دورة مجلس الأمة الكويتي 1985 أعماله ، و في 2 يوليو 1986 تم حل مجلس الأمة الكويتي من قبل الأمير، و قد كان رئيس المجلس في هذه الدورة أحمد عبد العزيز السعدون ، و من أهم منجزات المجلس قانون جرائم المفرقعات.
في 2 أغسطس 1990 قامت وحدات كبيرة من الجيش العراقي بعبور الحدود الكويتية ونشيت معارك متفرقة بين القوات العراقية والجيش الكويتي استمرت يومين ثم أعلن بعدها في 4 أغسطس حكومة كويتية مؤقتة برئاسة العقيد في الجيش الكويتي علاء حسين استمرت الحكومة عدة أيام حتى 8 أغسطس حيث تم إعلان ضم الكويت للعراق ، واعتبارها المحافظة التاسعة عشر للعراق ، و قد تم تعيين عزيز صالح النومان محافظ للكويت.
استمر الاحتلال العراقي 7 شهور ، و قد كان للكويتيون دور كبير في مقاومة الجيش العراقي ، ففي يوم 24 فبراير 1991 قام الجيش العراقي بمهاجمه بيت كان يحتوي على 19 من المقاومين ، و يعرف هذا البيت باسم بيت القرين ، و قد قتل 12 من المقاومين و قد تم تدمير البيت بشكل جزئي و هو الآن متحف لعرض ما حدث من خلال الغزو ، وحيث قامت حرب الخليج الثانية بين العراق و تحالف دولي من 32 دولية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية عن طريق استخدام الاراضي السعوديه ، أسفرت عن انتصار قوات التحالف وتحرير دولة الكويت في يوم 26 فبراير 1991. وقد قامت المملكة العربية السعودية باستضافة المواطنين الكويتيين أثناء الحرب.
قبل تحرير الكويت بأيام ، قام الجيش العراقي بتدمير آبار البترول ، و دمرت ما يقارب من 1073 بئر نفطي في الكويت ، و قد قال الخبراء بأن الآبار لن تنطفي قبل ثلاثة سنوات ، و بدأ العمل في إطفاء الآبار في 3 مارس 1991 أي بعد أسبوع واحد من التحرير ، و في 6 نوفمبر من نفس العام تم إخماد آخر بئر مشتعل في الكويت.
كان الشيخ سعد العبد الله الصباح من أوائل القادمين للكويت بعد التحرير ، والذي أصبح حاكم البلاد بعد تطبيق الأحكام العرفية ، و قد رفعت في 26 يونيو 1991 بعد أربعة أشهر من تطبيقها.
في 20 أكتوبر 1992 عادت الحياة النيابية مرة أخرى في مجلس الأمة الكويتي 1992 ، و قد انتهت أعمال المجلس في 5 أكتوبر 1996 ، و قد ترأس المجلس أحمد عبد العزيز السعدون ، و في 20 أكتوبر 1996 بدأت أعمال مجلس الأمة الكويتي 1996 ، و قد انتهت أعمال المجلس في 4 مايو 1999 بعد أن حل الأمير المجلس، و قد ترأس المجلس أحمد عبد العزيز السعدون ، و في 17 يوليو 1999 بدأت أعمال مجلس الأمة الكويتي 1999 ، و انتهت أعماله في 30 يونيو 2003 ، و قد ترأس المجلس جاسم الخرافي.
و في 15 يناير 2006 توفي الشيخ جابر الأحمد ونودي بالشيخ سعد العبد الله أميراً للكويت بحسب الدستور حيث كان ولي العهد.
بويع الشيخ سعد في 15 يناير 2006 حاكما للكويت باعتباره وليا للعهد ولكن بسبب ظروفه الصحية تم مبايعة الشيخ صباح الأحمد الصباح أميراً لدولة الكويت و قد كان في وقتها رئيس لمجلس الوزراء. وقد اطلق بعد ذلك على الشيخ سعد العبدلله الأمير الوالد. وبعدها اشتد المرض على الامير الوالد حتى وافته المنيه في 13 مايو 2008.
في 29 يناير 2006 بويع الشيخ صباح الأحمد الصباح أميراً للكويت ، و أدى اليمين الدستورية في 29 يناير 2006 ، و في يوم 21 مايو 2006 حل مجلس الأمة الكويتي 2003 ، و في 12 يوليو 2006 بدأ مجلس الأمة الكويتي 2006 أعماله ، و من أهم منجزات المجلس هو إقرار قانون إعطاء المرأة الحق في الانتخاب و الترشح ، و قد حل الأمير مجلس الأمة الكويتي في 19 مارس 2008. وفي 17 مايو 2008 بدأت انتخابات مجلس الأمة الكويتي وظل قائم حاليا. وكان من اهم اولويات الشيخ صباح الاحمد حفظه الله النهوض بالاقتصاد المحلي وكذلك العربي لذلك دعى الى اقامة مؤتمر القمة العربية الاقتصادية في يناير 2009 التي اصبحت منطلقا لتوحيد الجهود الدول للتنمية الاقتصادية والبشرية في العالم العربي.
المصدر:
- ويكيبيديا
- الديوان الأميري- دولة الكويت
يتمثل تاريخ الشعوب في تاريخ عاداتها و تقاليدها و في معتقداتها التي تتوارثها عبر الأجيال و أيضا في سلوك أفرادها. و هذا التاريخ يشكل الإطارالثقافي و الإجتماعي للمجتمع مما يكسبه مكانه في هذا العالم. لذا يعتمد تاريخ الدولة على خبراتها السابقة مما يكسبها نظره ثاقبة للمستقبل تساعدها على بناء دولة قادرة على مواجهة التحديات من خلال الفهم العميق للتاريخ والثقافة و المجتمع. ومن هنا يحرص هذا الموقع المتواضع على عرض تاريخ الكويت و تراثها من خلال الثقافة المادية التي تتضمن تلك القطع و المقتنيات التي أمتلكها في متحفي الخاص و الثقافة اللامادية بتوفير المصادر و المراجع للجيل الحالي و المختصين.